القسم الأول: العلاج الحسي

العلاج الحسي يتضمن استخدام مجموعة من الوسائل التي تعتمد على المواد الطبيعية أو الإجراءات الجسدية لعلاج الأمراض. هذه الوسائل تشمل:

1. العقاقير والأعشاب: تستخدم الأعشاب الطبية منذ القدم في علاج الأمراض المختلفة. بعضها وردت بشأنه نصوص شرعية تدل على فائدته، مثل الحبة السوداء والعسل. كما أن التجارب أثبتت فعالية العديد من الأعشاب في التداوي، كاستخدام الزنجبيل في تحسين الهضم أو الكركم في التخفيف من الالتهابات.
2. المسهلات والمقيئات: تشمل الأدوية التي تساعد الجسم على التخلص من السموم أو المواد الضارة. المسهلات تُستخدم لتطهير الجهاز الهضمي، بينما تساعد المقيئات في إزالة المواد السامة من المعدة.
3. الحجامة: هي عملية شفط الدم الفاسد من الجسم عن طريق كؤوس خاصة، وهي ممارسة سنّها النبي ﷺ وأثبتت الدراسات فوائدها في تحسين الدورة الدموية وتخفيف الألم.
4. الكي: عملية علاجية باستخدام الحرارة لإيقاف النزيف أو لعلاج بعض الأمراض. ورغم قساوتها، فإن النبي ﷺ أشار إلى فائدتها في بعض الحالات الصعبة.
5. العلاجات الحسية الأخرى: مثل ماء زمزم الذي يعتبر ماءً مباركًا ثبتت فائدته في العديد من الحالات. بالإضافة إلى العسل، لبن الأبقار، وبول الإبل، وهي مواد ذكرها النبي ﷺ كوسائل علاجية فعّالة. كما أن الطب الحديث يعتمد على العمليات الجراحية والعقاقير المصنعة كوسيلة فعّالة لعلاج الأمراض.

القسم الثاني: العلاج المعنوي

العلاج المعنوي يركز على الجانب النفسي والروحي للمريض، حيث يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز قدرة المريض على محاربة المرض والتعافي منه. وينقسم إلى عدة جوانب:

6. ما كان يفعله النبي ﷺ مع المريض:

كان النبي ﷺ عندما يزور المرضى يُدخل السرور على قلوبهم، ويدعو لهم بالشفاء، ويخفف عنهم بأحاديث تشجيعية، مثل تذكيرهم بأجر الصبر على المرض. كما كان يعلمه دعاءً يدعو به الله لشفائه. كان الرسول ﷺ يعزز الروح المعنوية لدى المريض ويُشعره بالأمل، وهو ما يعد جزءًا مهمًا من العلاج الروحي.

7. دور الراقي والمعالج:

يتطلب من الراقي والمعالج أن يوجهوا المريض إلى التقرب من الله، ويستخدموا الأدعية والرقى الشرعية لتحفيزه على التعافي. الرقية ليست مجرد كلمات، بل إنها تحفّز الروح على المقاومة وتبعث الأمل في الشفاء. المعالج أو الراقي يجب أن يكون لطيفًا ومشجعًا في توجيه المريض إلى العلاج بنفسه من خلال الأذكار والدعاء.

8. الطب النفسي الحديث:

في الجانب المعنوي، يقدم الطب النفسي جلسات نفسية تدعم المريض وتساعده على تجاوز الضغط النفسي الناتج عن المرض. هذه الجلسات ترفع الروح المعنوية وتقوي إرادة المريض، ما يساعده على التكيف مع المرض ومقاومته بشكل أفضل. إذ أن الجانب النفسي يلعب دورًا كبيرًا في استجابة الجسم للعلاج.

9. الكذب على المريض عند الضرورة:

في بعض الحالات، قد يكون من الضروري عدم إخبار المريض بحقيقة مرضه، إذا كان ذلك سيسبب له ضررًا نفسيًا ويؤدي إلى تدهور حالته. يجوز للطبيب أو المعالج أن يستخدم التلميح أو التخفيف في الكلام، وقد يكون الكذب الصريح مباحًا في بعض الحالات الحرجة. هذه الوسيلة تكون موجهة بشكل خاص للحفاظ على معنويات المريض ومنع انهياره النفسي، وقد أباحها بعض العلماء عند الضرورة القصوى.